أصدر مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية ورقة فكرية بمناسبة ذكرى ميلاد المفكر التونسي راشد الغنوشي الـ84، تحت عنوان "المشروع الفكري لشيخ النهضة وتحديات الاجتهاد الإسلامي المعاصر"، تناولت مسيرته الفكرية والسياسية من السجن، ودعت إلى تحويل قضيته إلى رمز عالمي للحرية والكرامة في مواجهة الاستبداد.

يقبع المفكر التونسي البارز راشد الغنوشي في ذكرى ميلاده الرابعة والثمانين، خلف قضبان السجن في تونس، فيما يبقى فكره حرًّا حيًّا يناقش قضايا الأمة، ويلهم أجيالًا جديدة من الباحثين والمصلحين.
بهذه الخلفية أطلق مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية، في يونيو 2025، ورقة فكرية موسعة ضمن سلسلة “رموز الفكر والحرية” بعنوان: "راشد الغنوشي: المشروع الفكري لشيخ النهضة وتحديات الاجتهاد الإسلامي المعاصر".

الورقة تستعرض تجربة الغنوشي الفكرية باعتباره أحد أبرز مفكري السياسة الإسلامية في العصر الحديث، والذي لم يكتف بالتنظير بل خاض غمار التجربة السياسية، جامعًا بين الدعوة والديمقراطية، وبين الهوية الإسلامية والحداثة.

وتقف الدراسة على ثلاث ركائز لمشروع الغنوشي: فقه الحريات والشورى، المصالحة بين الإسلام والحداثة، والجمع بين الفكر والدعوة والسياسة، معتبرةً إياه مفكرًا لا يُختصر في السياسة، بل يمثل مدرسة اجتهادية معتدلة ومتجذرة في الواقع.

كما قارن التقرير بينه وبين مفكرين مثل المودودي وسيد قطب والقرضاوي، ليفرد للغنوشي مكانة خاصة داخل تيار الوسطية الإسلامية، نظرًا لجمعه بين التنظير والتطبيق، وقيادته لأحد أبرز تجارب الإسلاميين في الحكم ضمن أطر ديمقراطية.

وسلطت الورقة الضوء على دلالات اعتقاله في أبريل 2023، معتبرةً أن الهدف منه هو تصفية خطاب "الاعتدال الإسلامي" وتمهيد الطريق لعودة الاستبداد السياسي في تونس بعد انقلاب يوليو 2021.

الورقة لم تكتف بالتحليل بل قدمت توصيات عملية منها: تشكيل جبهة فكرية دولية للدفاع عن قضيته، إعادة نشر مؤلفاته خاصة بين الشباب، وتحويل يوم ميلاده إلى رمز للحرية الفكرية في العالم الإسلامي.

واختُتمت الورقة برسالة واضحة: "الغنوشي يُسجن لا لأنه فاسد، بل لأنه اجتهد. لا لأنه أخطأ، بل لأنه يمثل فكر أمة تبحث عن مخرج بين التطرف والاستبداد. فليخرج من السجن حاملًا فكره لا قيده."  (İLKHA)